لماذا استعانت الحكومة المصرية ببرامج اختراق إيطالية؟

 اعلن خبير أمني بقطاع تكنولوجيا المعلومات، إن الجهات والمؤسسات تلجأ في بعض الأحيان لاختبار قوة أنظمتها الأمنية، وفقا لنظرية Ethical Hacking أو الاختراق الأخلاقي، بالاستعانة ببرمجيات خاصة باختراق الأنظمة وتوجيهها نحو الأنظمة المراد اختبارها من خلال معامل اختبار، وفي حالة اكتشاف ثغرات يعمل على حلها للوقاية من الاختراق.

وكانت شركة Hacking Team الإيطالية المتخصصة في حلول وبرمجيات اختراق الانظمة، قد تعرضت لعملية اختراق موسعة أدت لتسريب بيانات عملائها ومنهم شركة GNSE المصرية التي اشترت إحدى البرمجيات المختصة بالتجسس الرقمي.

وقد اضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن الحكومة المصرية، قامت بشراء برمجيات من شركة Hacking Team الإيطالية خلال عام 2012 عبر شركة GNSE Group، مقابل مبلغ يصل لنصف مليون جنيه، واعلن "هذه البرمجيات تم استخدامها من خلال معامل اختبار لاستكشاف نقاط الضعف الخاصة بالأنظمة الذكية ومدى تأثرها بأي عمليات اختراق رقمي والعمل على تأمينها".

وألمح المصدر إلى أن هذا النوع من البرمجيات يصعب الاعتماد عليه في التجسس بشكل جماعي، وإنما يمكن الاعتماد عليه بشكل محدود في تعقب أفراد معينة من جواسيس أو إرهابيين خطرين أو جريمة منظمة، واعلن: "أعتقد أن المبلغ الذي دفعته الحكومة المصرية ضئيل، وبالتالي فإنه من المرجح أن يكونوا قد اشتروا تلك البرمجيات لأغراض الاختبار والتقييم بعيدا عن التجسس على أعداد لأنها تحتاج ميزانية ضخمة".

ومن ناحيته، اعلن مصدر بشركة GNSE Group، بأن شركته تعمل في مجال تأمين البيانات والشبكات منذ عام 2001 وتقدم خدماتها لمئات العملاء في سائر القطاعات من حكومة وبنوك وبترول واتصالات وصناعة وتجارة.

وقد اضاف المصدر لــ"فى الموجز"، أن الشركة تبيع حلول ومنتجات ما يقرب من 90 مورّدا عالميا في مجال أمن المعلومات بهدف توفير أعلى جودة متكاملة وحماية للمنظومات التكنولوجية منعا للجريمة الإلكترونية وتأمينا للمعلومات المهمة ومكافحة للتجسس الاقتصادي وضمان لعدم حدوث أضرار.

واعلن: "نعمل على توفير معامل للأدلة الجنائية الرقمية وكذلك معامل لاختبار ومكافحة الاختراق الرقمي وسد الثغرات الأمنية الرقمية وخاصة فيما يتعلق بالمعلومات الهامة والحساسة وهو أمر تحتاجه مصر بشدة نتيجة حروب الجيل الرابع والاٍرهاب والتجسس الإلكتروني من منظمات إرهابية ومن منظمات جريمة منظمة ومن أجهزة استخبارات اجنبية".

وحصل الهاكرز الذين اخترقوا شركة Hacking Team، على 400 جيجابايت من البيانات، تتضمن رسائل بريد إلكتروني وفواتير وأكواد برمجية وكلمات مرور للموظفين. وكشفت الوثائق المسربة عن تعاون عدة حكومات عربية مع الشركة، مثل السودان، السعودية، عمان، البحرين، #الإمارات، المغرب ودول غربية كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها.